821 ـ هواري بومدين (1347هـ ـ 1399هـ) (1928م ـ 1979م)

عسكري ورجل دولة جزائري، أصبح رئيساً للجمهورية في يونيه 1965. ولد هواري بومدين، وأسمه الأصلي محمد بوخروبة، في جويلما في مقاطعة قسُنطينة في الجزائر، عام 1928. وتلقى تعليمه الديني في جامعتي الزيتونية في تونس والأزهر في مصر. وتلقي التدريب العسكري بمصر، ثم عمل بها مدرساً.‎ ثم عمل مدرساً في الجزائر ومصر، ومارس نشاطاً سياسياً بارزاً، وانتقل بعد ذلك إلى جويلما في الجزائر.

في عام 1955، انضم إلى جيش التحرير الجزائري في كفاحه ضد الاحتلال الفرنسي. ثم تولى قيادة اللواء الخامس في وهران. وآلت إليه قيادة العمليات العسكرية في وجْدة، غربي البلاد، في الولايات الرابعة والخامسة والسادسة، وفي القواعد العسكرية في المغرب. تقلد منصب رئيس الأركان لجيش التحرير عام 1960. وأبعد عن الجيش في أثناء حكومة يوسف بن خلدة الانتقالية. وفي سبتمبر 1962، عُين وزيراً للدفاع في أول حكومة جزائرية مستقلة، ورئيساً لأركان القوات المسلحة، ورئيساً لمجلس الثورة الوطني في عام 1962، في أعقاب تولى أحمد بن بيلا رئاسة الدولة، وقد جعله بن بيلا نائبه الأول عام 1963.

وفي 19 يونيه 1965، تزعم هواري بومدين انقلاباً عسكرياً ضد بن بيلا، فنحاه عن رئاسة الجمهورية بعد اعتقاله، وأبعد أنصاره عن المناصب الكبري، وأصبح العقيد هواري بومدين رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً للجمهورية. وبذل جهداً في تأصيل فكرة الحزب الواحد والقيادة الجماعية، وتحويل جبهة التحرير الوطني إلى حزب طليعي اشتراكي. عزّز بومدين مكانة الجزائر في العالم عامة، وفي الوطن العربي خاصة. ووقعت الجزائر وفرنسا اتفاقية تنص علي تقديم مساعدات تقنية وتعليمية فرنسية لمدة 20 سنة ، كما وقعت اتفاقية ثانية لتسوية الديون بين البلدين، وتعهد فرنسا باستيراد النبيذ الجزائري، إلا أن فرنسا تراجعت عن تعهدها، فتعهد الاتحاد السوفيتي باستيراد نصف إنتاج الجزائر من النبيذ. وعندما طلبت حكومة الجزائر من شركتي النفط والغاز الفرنسيتين زيادة أسعار البترول وتعثرت المفاوضات، قررت الحكومة الجزائرية برياسة هواري بومدين رفع الأسعار والاستيلاء علي 51% من أسهم الشركتين، وتأميم منشآت الغاز وأنابيب البترول، وقام الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان بزيارة الجزائر، مما أدى إلي تحسن العلاقات بين البلدين.

اتخذ الرئيس هواري بومدين موقف متشدد من إسرائيل، وتوترت العلاقات بين الجزائر وكل من المغرب، وموريتانيا بسبب قضية الصحراء.ولقد احتجت الجزائر بشدة علي قرار أسبانيا تسليم الصحراء للمغرب وموريتانيا، وساعد الرئيس هواري بومدين جبهة البوليساريو التي تحارب الجيشين المغربي والموريتاني

أصيب هواري بومدين بمرض عضال، اضطره إلى التنازل عن مهامه الرئاسية، وتوفي عام 1979.